إِنّاَثَ إِمَتَهَّنَ اْلَرَجَوَلَةَ ..
.
.
تحوّلت أطباعُها , أصبحت هي هو من دون ألا تشعر , تلبست قسوته و أبت إلا أن تقتات منه , متيقنة أن هذا انتِقامها الأعظم , أدركت أنه لابُّد
لذاك الرجل من يوم يتذكّر ما خطتّه يداه على الضعيفات اللاتي كُّنا تحت رحمتِه , و صارعت لتريه أنها الأقوى , نست أنوثتها الآسرة التي كانت تذل لها
أقسى الرجال و ضيّعتها في الهواء و استبدلتها بقوتِه التي كانت تتوقع أنها بها ستستعبده , أرغمت ذاتها الناعِمة على الرجولة القاسية فقط
لتُحقق رغبة الانتقام التي كانت تُسيرُها و وظفتها لتنهي بها جبروته عليه كما كانت تعتقد , و نسيت بأن (( يداً واحِدة لا تُصّفق )) و أنه لابُّد من اليد الأخرى
لتتوازن الحياة , استحوذت عليها أفكارٌ جهنمية إنما تقودُها إلى الهلاك المُحتّم لا محالة , أنكرت جّل النصائِح و عزمت على الخطوة الأولى إلى الهاوية , تعّرت من
أنوثتها القابعة في أعماقها و تركتها تثور من الخارج , بينما اكتست ثوباً أخر داخلياً , ثوباً يعني الرجولة , ثوبٌ لا طالما تمنّت أن تقترِب مِنه أو أن
تتحّصل عليه , فلُعِنت شر لعنة , رفضّت أن تعيش وحيدة فاجترت معها ملعوناتٌ أُخريات يشاركنها المعصية التي زينّتها و كأنها فاكِهةٌ على طبقٍ من ذهب
تتلذذ بها و من معها , لم تكُّن تمكُث في مسقط رأسِها آن ذاك , ما كانت الجُرأة ستدفعُها أن تتحرر بما يكفي في بلدِها , و ما كنت تقوى هُناك على التمّرُد , فاختارت الغُربة
بدايةً لسِلسِلة الضعف المجتّر بالانتِقام , تجرّدت تماماً من إنسانيتها المُتغلغِلة في خفايا روحِها قبل أن تترُك طريق الفتاة العشرينية ذات الملامِح الأنثوية
و البراءة التي كانت تُذيب قلوب الرِجال حولِها , لازالت فوق سريرُها تُفكِر ماذا قد تُذنِبُ غداً , أو بِمَن ستبدأ مشوار النِهاية , مر مِن على شِفاهها شبح ابتِسامة
تذكّرت رجُلها الذي هو فقط من جميع جنسِه سوف لن تؤذيه , ستُزيلهم و ستُبقيه , لابُّد أن يضل هو فقط لأن نبض قلبُها من دونِه صدقاً سوف يتوقف .
أنوثتِها الطاغية هي و من معها سرهن الدفين لتمزيق بني الجنس الآخر أو من أبت إلا أن تكون منهُم , تعرّفت على كثُر و دمّرت أي رجل مر بطريقها
بمُختلف الأساليب و بشتى الطرّق , لم يستطّع أحد الإفلات من شِباكِها , كان تُحكِم الاقتِناص , و تتصّيد الأوقات المُناسِبة , سِحرُ عينيها و ابتسامتِها
الشفافة لا رِجال الغرب و لا الشرق استطاعوا النجاة من غدرِها , كانت أشبه بالطاعون , حوّلت نهار عُشاقِها سواداً حالِكاً , كانت تُنهي ضحيتها
في زمنٍ يُّعدُ قياسياً , تُثير إعجاب فتياتِها التي يرغبن في مُجاراتِها , كانت تعصِّف فيهن (( نحن لا نعرِفُ الحُّب )) امتثلن كُلهن للأوامِر , أرغمتهن
على الطاعة , قضت على ما يُقارِب ضُعف طُلاّب جامِعتها , ثارت من هذا المكان الشكوك , أنهت علاقات فتياتِها , كانت تُعيد مِراراً و تِكراراً اسطِوانة (( لا حُّب ))
أمرتهّن و نسيت نفسها , اكتشفتها إحداهُن , فأوقعت بنبضِ قلبِها , أرته مخططاتهم , بينّت له ما كان محظوراً عليه معرِفتِه , لم يُصدِق استفسرَ و لم يجد
من جوابٍ يُشفي ما في جوفِه من تساؤلات , كانت تتمتع في تعامِلُها بالسرّية , إلى أن بانت الحقائق و انكشف المستور , شيءٌ يفوق المعقول , جُّن .
علِمت هي , تسللّت أخر الليل لتتأكد , أين هو منبّع أنوثتِها ؟ رفض قلبُها المُحِب له التصّديق , و أنكر عقلُها الواقِع المرير , لا يتساوى هو بهم ..
لا لن يُّجن , لن يُّجن ..
أخيراً سقطت الدمعة التي أذابت الغشاوة , تدلت تِلك الدمعة لتفتح السِتار , ذُرِفت لتُنقذ أنوثتها و تُبدِّد زمن الرجولة الباطِلة بحقِها ..
و لكِن !
عادّت رغبة الانتِقام لتُحرِق من أذى رجُلها , من مسّ سر جنونِها , من أزال عقل محبوبٍ تربّع عقلها ..
أحرقتهّن و هن نيام , سلمت نفسها بعد أن رحل عن دُنياها , وصلتها في سجنِها رسائِلٌ كتبها قبل أن يُّجن دوّن فيها رغباتِه , أمنياته , حُبه الذي
قاده نحو الجنون , ذكرّها بقُبلّة أبت أن تُقدِمُها له إلا بعد زفافِهم الصيف القادِم , ضربت رأسها المرة تلو الأخرى , هرعوا إليها , نُقِلّـت للمُستشفى , صارت
تخاف الظُلمة , تخاف أطياف من أذاتهم , عاشت ما تبقى مِن عُمرها في وِحدة , في عالمٍ أسود تنتظِر أن تموت بعد أن تابت ليُفرِج المولى عنها ..
/
النِهاية
.
.
تحوّلت أطباعُها , أصبحت هي هو من دون ألا تشعر , تلبست قسوته و أبت إلا أن تقتات منه , متيقنة أن هذا انتِقامها الأعظم , أدركت أنه لابُّد
لذاك الرجل من يوم يتذكّر ما خطتّه يداه على الضعيفات اللاتي كُّنا تحت رحمتِه , و صارعت لتريه أنها الأقوى , نست أنوثتها الآسرة التي كانت تذل لها
أقسى الرجال و ضيّعتها في الهواء و استبدلتها بقوتِه التي كانت تتوقع أنها بها ستستعبده , أرغمت ذاتها الناعِمة على الرجولة القاسية فقط
لتُحقق رغبة الانتقام التي كانت تُسيرُها و وظفتها لتنهي بها جبروته عليه كما كانت تعتقد , و نسيت بأن (( يداً واحِدة لا تُصّفق )) و أنه لابُّد من اليد الأخرى
لتتوازن الحياة , استحوذت عليها أفكارٌ جهنمية إنما تقودُها إلى الهلاك المُحتّم لا محالة , أنكرت جّل النصائِح و عزمت على الخطوة الأولى إلى الهاوية , تعّرت من
أنوثتها القابعة في أعماقها و تركتها تثور من الخارج , بينما اكتست ثوباً أخر داخلياً , ثوباً يعني الرجولة , ثوبٌ لا طالما تمنّت أن تقترِب مِنه أو أن
تتحّصل عليه , فلُعِنت شر لعنة , رفضّت أن تعيش وحيدة فاجترت معها ملعوناتٌ أُخريات يشاركنها المعصية التي زينّتها و كأنها فاكِهةٌ على طبقٍ من ذهب
تتلذذ بها و من معها , لم تكُّن تمكُث في مسقط رأسِها آن ذاك , ما كانت الجُرأة ستدفعُها أن تتحرر بما يكفي في بلدِها , و ما كنت تقوى هُناك على التمّرُد , فاختارت الغُربة
بدايةً لسِلسِلة الضعف المجتّر بالانتِقام , تجرّدت تماماً من إنسانيتها المُتغلغِلة في خفايا روحِها قبل أن تترُك طريق الفتاة العشرينية ذات الملامِح الأنثوية
و البراءة التي كانت تُذيب قلوب الرِجال حولِها , لازالت فوق سريرُها تُفكِر ماذا قد تُذنِبُ غداً , أو بِمَن ستبدأ مشوار النِهاية , مر مِن على شِفاهها شبح ابتِسامة
تذكّرت رجُلها الذي هو فقط من جميع جنسِه سوف لن تؤذيه , ستُزيلهم و ستُبقيه , لابُّد أن يضل هو فقط لأن نبض قلبُها من دونِه صدقاً سوف يتوقف .
أنوثتِها الطاغية هي و من معها سرهن الدفين لتمزيق بني الجنس الآخر أو من أبت إلا أن تكون منهُم , تعرّفت على كثُر و دمّرت أي رجل مر بطريقها
بمُختلف الأساليب و بشتى الطرّق , لم يستطّع أحد الإفلات من شِباكِها , كان تُحكِم الاقتِناص , و تتصّيد الأوقات المُناسِبة , سِحرُ عينيها و ابتسامتِها
الشفافة لا رِجال الغرب و لا الشرق استطاعوا النجاة من غدرِها , كانت أشبه بالطاعون , حوّلت نهار عُشاقِها سواداً حالِكاً , كانت تُنهي ضحيتها
في زمنٍ يُّعدُ قياسياً , تُثير إعجاب فتياتِها التي يرغبن في مُجاراتِها , كانت تعصِّف فيهن (( نحن لا نعرِفُ الحُّب )) امتثلن كُلهن للأوامِر , أرغمتهن
على الطاعة , قضت على ما يُقارِب ضُعف طُلاّب جامِعتها , ثارت من هذا المكان الشكوك , أنهت علاقات فتياتِها , كانت تُعيد مِراراً و تِكراراً اسطِوانة (( لا حُّب ))
أمرتهّن و نسيت نفسها , اكتشفتها إحداهُن , فأوقعت بنبضِ قلبِها , أرته مخططاتهم , بينّت له ما كان محظوراً عليه معرِفتِه , لم يُصدِق استفسرَ و لم يجد
من جوابٍ يُشفي ما في جوفِه من تساؤلات , كانت تتمتع في تعامِلُها بالسرّية , إلى أن بانت الحقائق و انكشف المستور , شيءٌ يفوق المعقول , جُّن .
علِمت هي , تسللّت أخر الليل لتتأكد , أين هو منبّع أنوثتِها ؟ رفض قلبُها المُحِب له التصّديق , و أنكر عقلُها الواقِع المرير , لا يتساوى هو بهم ..
لا لن يُّجن , لن يُّجن ..
أخيراً سقطت الدمعة التي أذابت الغشاوة , تدلت تِلك الدمعة لتفتح السِتار , ذُرِفت لتُنقذ أنوثتها و تُبدِّد زمن الرجولة الباطِلة بحقِها ..
و لكِن !
عادّت رغبة الانتِقام لتُحرِق من أذى رجُلها , من مسّ سر جنونِها , من أزال عقل محبوبٍ تربّع عقلها ..
أحرقتهّن و هن نيام , سلمت نفسها بعد أن رحل عن دُنياها , وصلتها في سجنِها رسائِلٌ كتبها قبل أن يُّجن دوّن فيها رغباتِه , أمنياته , حُبه الذي
قاده نحو الجنون , ذكرّها بقُبلّة أبت أن تُقدِمُها له إلا بعد زفافِهم الصيف القادِم , ضربت رأسها المرة تلو الأخرى , هرعوا إليها , نُقِلّـت للمُستشفى , صارت
تخاف الظُلمة , تخاف أطياف من أذاتهم , عاشت ما تبقى مِن عُمرها في وِحدة , في عالمٍ أسود تنتظِر أن تموت بعد أن تابت ليُفرِج المولى عنها ..
/
النِهاية